للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأفاد العزيز المولوي محمد يونس (١) في غرض هذه الترجمة: أنها متضمنة بثلاثة أجزاء فبالأول: وهو الذات أشار إلى إطلاق الذات ونحوه كنفس على الله تعالى، والثاني: النعوت وهو يشمل كل نعت لله تعالى، والثالث: الأسامي وهي غير النعوت، ثم ذكر البخاري بعد ذلك الأبواب العديدة تفصيل هذه الترجمة الجامعة.

(١٥ - باب قول الله: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} [آل عمران: ٢٨]) إلخ

الغرض منه إطلاق النفس على الله تعالى.

قال الحافظ (٢): قال ابن بطال (٣): في هذه الآيات والأحاديث إثبات النفس لله تعالى.

وقال الكرماني (٤): ليس في حديث ابن مسعود هذا ذكر النفس، ولعله أقام استعمال أحد مقام النفس لتلازمهما في صحة استعمال كل واحد منهما مقام الآخر، ثم قال: والظاهر أن هذا الحديث كان قبل هذا الباب، فنقله الناسخ إلى هذا الباب، انتهى.

قال الحافظ: وكل هذا غفلة عن مراد البخاري، فإن ذكر النفس ثابت في هذا الحديث، وإن كان لم يقع في هذا الطريق، لكنه أشار إلى ذلك كعادته، فقد أورده في تفسير سورة الأنعام والأعراف بزيادة، ولذلك مدح نفسه، انتهى.

وفي حاشية النسخة المصرية عن شيخ الإسلام (٥): قوله: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} أي: ذاته، فالإضافة بيانية، وفيه تقدير مضاف، أي: ويحذركم عقابه


(١) هو الشيخ المحدث محمد يونس الجونفوري، من كبار المحدثين في الهند، ومن أرشد تلاميذ الإمام المحدث محمد زكريا الكاندهلوي، وهو يشغل منصب "شيخ الحديث" في مدرسة مظاهر علوم بسهارنفور، الهند.
(٢) "فتح الباري" (١٣/ ٣٨٤).
(٣) "شرح ابن بطال" (١٠/ ٤٢٧).
(٤) "شرح الكرماني" (٢٥/ ١١٩).
(٥) "تحفة الباري" (٦/ ٥٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>