للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخفيفة المهملتين آخره تحتية خفيفة، وأفاد ابن التين: أن النجاشي بسكون الياء؛ يعني: أنها أصلية لا ياء النسب، وحكى غيره تشديدها أيضًا، وحكى ابن دحية كسر نونه. وذكر موته ههنا استطرادًا لكون المسلمين هاجروا إليه، وإنما وقعت وفاته بعد الهجرة سنة تسع عند الأكثر، وقيل: سنة ثمان قبل فتح مكة كما ذكره البيهقي في "دلائل النبوة".

وقد استشكل كونه لم يترجم بإسلامه - وهذا موضعه - وترجم بموته، وإنما مات بعد ذلك بزمن طويل! والجواب: أنه لما لم يثبت عنده القصة الواردة في صفة إسلامه، وثبت عنده الحديث الدال على إسلامه، وهو صريح في موته ترجم به ليستفاد من الصلاة عليه أنه كان قد أسلم. انتهى.

أقول: فكأن هذه الترجمة تتمة للسابقة؛ لأن هجرة المسلمين إلى الحبشة إنما كانت لأجل النجاشي رضي الله تعالى عنه لكونه مأمنًا لهم.

وقال القسطلاني (١) بعد ذكر الحديث: هذا النجاشي هو الذي هاجر إليه المسلمون، وكتب له - صلى الله عليه وسلم - كتابًا يدعوه فيه إلى الإسلام مع عمرو بن أمية سنة ست من الهجرة، وأسلم على يد جعفر بن أبي طالب، وأما النجاشي الذي ولي بعده الحبشة فكان كافرًا لم يعرف له إسلام ولا اسم. انتهى.

[(٣٩ - باب تقاسم المشركين على النبي - صلى الله عليه وسلم -)]

قال القسطلاني (٢): سقط لفظ "باب" لأبي ذر، "وتقاسم المشركين"؛ أي: تحالفهم.

ثم قال في شرح الحديث: قوله: "حيث تقاسموا على الكفر" زاد في الحج: وذلك أن قريشًا وكنانة تحالفت على بني هاشم وبني عبد المطلب أو بني المطلب أن لا يناكحوهم ولا يبايعوهم حتى يسلموا إليهم النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وفي "السيرة": وكتبوا بذلك كتابًا بخط بغيض بن عامر بن هاشم


(١) "إرشاد الساري" (٨/ ٣٩٥).
(٢) "إرشاد الساري" (٨/ ٣٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>