للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: (وكان عرشه على الماء. . .) إلخ، أي: بعد أن خلق بقرينة أول الحديث، ولا حاجة إلى حمل الواو على معنى ثم، إذ الواو لا تنفي الترتيب في الوجود الخارجي، انتهى.

(فأخبرنا عن بدء الخلق حتى. . .) إلخ، كتب الشيخ قُدِّس سرُّه في "اللامع" (١): أي: إجمالًا، انتهى.

وبسط الكلام عليه في هامشه، وكتب العلَّامة السندي (٢): قوله: "حتى دخل. . ." إلخ، أي: حتى أخبر عن دخولهم، أو هو غاية لبدء الخلق على معنى بدء الخلق وما بعده، والله تعالى أعلم، انتهى.

[(٢ - باب ما جاء في سبع أرضين)]

قال الحافظان ابن حجر والعيني (٣): أي: في بيان وضعها، ولفظ القسطلاني في "شرحه" (٤): أي: في وصفها، ولا يبعد عند هذا العبد الضعيف أن الإمام البخاري رحمه الله تعالى ترجم بسبع أرضين إشارة إلى الاختلاف الوارد في العدد، وبتّ الحكم لقوة الدليل عنده، فقد قال الحافظ (٥): قوله: "وقول الله - سبحانه وتعالى -: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} الآية [الطلاق: ١٢] " قال الداودي: فيه دلالة على أن الأرضين بعضها فوق بعض مثل السماوات، ونقل عن بعض المتكلمين أن المثلية في العدد خاصة، وأن السبع متجاورة، وحكى ابن التِّين عن بعضهم أن الأرض واحدة، قال: وهو مردود بالقرآن والسُّنَّة.

قلت: لعله القول بالتجاور، وإلا فيصير صريحًا في المخالفة، ويدل للقول الظاهر ما رواه ابن جرير عن ابن عباس في هذه الآية: {وَمِنَ الْأَرْضِ


(١) "لامع الدراري" (٧/ ٣٣٣).
(٢) "صحيح البخاري مع حاشية السندي" (٢/ ٢٠٧).
(٣) "فتح الباري" (٦/ ٢٨٨)، "عمدة القاري" (١٠/ ٥٤١).
(٤) "إرشاد الساري" (٧/ ١٢٩).
(٥) "فتح الباري" (٦/ ٢٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>