للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن أبي حاتم عن ابن عباس في معنى الأطوار كونه مرة نطفة ومرة علقة. . . إلخ، وأخرج الطبري عن ابن عباس وجماعة نحوه، وقال: المراد اختلاف أحوال الإنسان من صحة وسقم، وقيل: معناه أصنافًا في الألوان واللغات، انتهى.

وزاد العيني: قال ابن الأثير: الأطوار: التارات والحدود، واحدها طور، أي: مرة ملك ومرة هلك ومرة بؤس ومرة نعم، انتهى من هامش "اللامع" (١)، وسيأتي هذا القول في البخاري في سورة نوح من "كتاب التفسير".

ولم يتعرض الحافظ لقوله: "عدا طوره، أي: قدره" وكتب الشيخ قُدِّس سرُّه في "اللامع": يعني بذلك: أنه في الأصل للقدر، ثم صار معناه قدرًا من الزمان أو غيره، انتهى.

وفي تقرير مولانا محمد حسن المكي: قوله: "عدا طوره": أي: "بر هـ كَيا انداز ابنى سى"، انتهى.

قوله: (كان الله ولم يكن شيء) قال العلَّامة السندي (٢): قوله: "كان الله" أي: مع صفاته العليا، وترك ذكرها؛ لأنها كالتوابع، فلا يلزم من الحديث نفي الصفات القديمة، وقد يقال: ولم يكن شيء غيره مبني على أن الصفات ليست غير الذات، كما قرره أهل الكلام، لكن الحق أن ذلك اصطلاح منهم، فبناء الحديث عليه لا يخلو عن خفاء، نعم يمكن أنهم بنوا اصطلاحهم على ظاهر هذا الحديث بعد إثبات قدم الصفات، كما أن المعتزلة بنوا نفيها عليه وعلى ما خيلوا من الأدلة العقلية الباطلة، والله تعالى أعلم.


(١) "لامع الدراري" (٧/ ٣٣٢ - ٣٣٣)، وانظر: "فتح الباري" (٦/ ٢٨٨)، و"عمدة القاري" (١٠/ ٥٤١).
(٢) "صحيح البخاري مع حاشية السندي" (٢/ ٢٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>