للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالت قريش للنبي - صلى الله عليه وسلم -: "كفّ عن آلهتنا فلا تذكرها بسوء، فإن لم تفعل فاعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة، فنزلت"، وفي إسناده أبو خلف عبد الله بن عيسى وهو ضعيف.

وقال الحافظ أيضًا: (تنبيه): لم يورد في هذه السورة حديثًا مرفوعًا، ويدخل فيها حديث جابر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ في ركعتي الطواف: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}: أخرجه مسلم، وقد ألزمه الإسماعيلي بذلك حيث قال في تفسير {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} لما أورد البخاري حديث البراء: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ بها في العشاء، قال الإسماعيلي: ليس لإيراد هذا معنى هنا وإلا للزمه أن يورد كل حديث وردت فيه قراءته لسورة مسماة في تفسير تلك السورة، انتهى.

(١١٠) سورة {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الحافظ (١): سقطت البسملة لغير أبي ذر، انتهى.

وقال العيني (٢): ويقال لها: سورة النصر، وقال أبو العباس: هي مدنية بلا خلاف، انتهى.

قال الحافظ (٣): وقد أخرج النسائي من حديث ابن عباس أنها آخر سورة نزلت من القرآن، وقد تقدم في تفسير براءة أنها آخر سورة نزلت، والجمع بينهما أن آخرية سورة النصر نزولها كاملة بخلاف براءة كما تقدم توجيهه، ويقال: إن {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ} [النصر] نزلت يوم النحر وهو بمنى في حجة الوداع، وقيل: عاش بعدها أحدًا وثمانين يومًا، وليس منافيًا للذي قبله بناء على بعض الأقوال في وقت الوفاة النبوية، وعند ابن أبي حاتم


(١) "فتح الباري" (٨/ ٧٣٤).
(٢) "عمدة القاري" (١٣/ ٥١٧).
(٣) "فتح الباري" (٨/ ٧٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>