للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكتب الشيخ في "اللامع" (١): يعني: أن السين ليست للطلب وإنما عدل إليه ليكون أدلّ على المبادرة إلى امتثال ما أمروا، فكأنهم طلبوا ذلك من نفوسهم وكان ذلك ناشئ من قلوبهم لا دخل فيه لقول أحد، انتهى.

قلت: وقد أبدع الشيخ قُدِّس سرُّه في بيان النكتة في هذا العدول ولم يتعرض لذلك الشرَّاح.

(١٣ - باب {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ} الآية [آل عمران: ١٧٣])

وهكذا في نسخة "العيني"، وهو رواية أبي ذر، وفي نسخة "الفتح" (٢): باب قوله: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ. . .} [آل عمران: ١٧٣] إلخ.

قوله: (حين قالوا: {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ})، قال الحافظ: فيه إشارة إلى ما أخرجه ابن إسحاق مطولًا في هذه القصَّة، وأن أبا سفيان رجع بقريش بعد أن توجه من أحد فلقيه معبد الخزاعي فأخبره أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - في جمع كثير وقد اجتمع معه من كان تخلف عن أُحد وندموا، فثنى ذلك أبا سفيان وأصحابه فرجعوا، وأرسل أبو سفيان ناسًا فأخبروا النبي - صلى الله عليه وسلم - أن أبا سفيان وأصحابه يقصدونهم، فقال: "حسبنا الله ونعم الوكيل" ورواه الطبري من طريق مجاهد: أن ذلك كان من أبي سفيان في العام المقبل بعد أُحد، وهي غزوة بدر الموعد، انتهى مختصرًا من "الفتح".

(١٤ - باب قوله: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} الآية [آل عمران: ١٨٠])

كذا في النسخ الهندية ونسخة "العيني" تحسبن بالتاء، وفي نسخة "الفتح" و"القسطلاني" بالياء آخر الحروف، قال القسطلاني (٣): قرئ بالياء


(١) "لامع الدراري" (٩/ ٤٣، ٤٤).
(٢) "فتح الباري" (٨/ ٢٢٩).
(٣) "إرشاد الساري" (١٠/ ١٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>