للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"شرف المصطفى"، وأبو نعيم والبيهقي في "دلائل النبوَّة"، ثم بسط الحافظ في ذكر علامات النبوَّة الواردة عند مولده - صلى الله عليه وسلم - وقبله وبعده، ومال العلَّامة الكشميري - رحمه الله - كما في "الفيض" (١) إلى أن المصنف بصدد بيان العلامات سواء كانت من جنس الإرهاصات، وهي ما تقع قبل النبوَّة، أو من جنس المعجزات، أي: ما يصدر بعد النبوَّة، وقال الحافظ: أورد المصنف في هذا الباب نحو خمسين حديثًا، انتهى.

قوله: (كنا نعد الآيات بركة. . .) إلخ، كتب الشيخ في "اللامع" (٢): بيان لفساد الزمان وانقلاب الأمر من الخير إلى الشر، يعني: أن الآيات في زمنه - صلى الله عليه وسلم - كانت بركة وبشارات للمسلمين، وأما اليوم فلم يبق منها غير التهويل والتخويف؛ كالزلزلة وقحوط المطر وغيرهما، فذكر العدد وأراد ملزومه وهو الوجود، انتهى.

قلت: وما أفاده الشيخ هو أجود بل أصح عندي مما قاله الشرَّاح، كما بسط في هامش "اللامع"، فارجع إليه لو شئت.

أما مطابقة حديث عبد الرحمن بن أبي بكر في قصة أضيافه بالباب فقال العيني (٣): قيل: لا مطابقة بينهما؛ لأن الترجمة في علامات النبوَّة والحديث في كرامة الصديق، وأجيب بأنه يجوز أن تظهر المعجزة على يد الغير، أو استفيد الإعجاز من آخره حيث قال: أكلوا منها أجمعون، انتهى.

قلت: ومن المعروف أن كرامة الولي معجزة لنبيِّه كما تقدم قريبًا.

(٢٦ - باب قول الله تعالى: {يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ} الآية [البقرة: ١٤٦])

قال الحافظ (٤): وجه دخول هذه الترجمة في أبواب علامات النبوَّة


(١) "فيض الباري" (٤/ ٤٥٣).
(٢) "لامع الدراري" (٨/ ١١٨).
(٣) "عمدة القاري" (١١/ ٣١٩).
(٤) "فتح الباري" (٦/ ٦٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>