للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نزيد فيه فزادوا عشرًا، ثم بعد زمان اشتكى ملكهم فنذر سبعًا فزادوه، ثم جاء بعد ذلك ملك آخر فقال: ما بال هذه الثلاثة فأتمة خمسين يومًا، وهذا معنى قوله: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ} الآية [التوبة: ٣١]، كذا في "التفسير الكبير" (١)، وقيل: في زيادة النصارى أقوال أخَّر ذكرها أهل التفسير.

قال البجيرمي (٢): إن كان التشبيه في قوله تعالى: {كَمَا كُتِبَ} في صوم رمضان كان من الشرائع القديمة؛ لأنه قيل: ما من أمة إلا وقد فرض عليها شهر رمضان إلا أنهم ضلَّوا عنه، وإن كان التشبيه في مطلق الصوم كان صوم رمضان من خصوصيات هذه الأمة، انتهى من "الأوجز".

واختار صاحب "فيض الباري" (٣): أن هذه الآيات لا تعلق لها بصوم رمضان، بل هي متعلقة بصوم أيام البيض وعاشوراء، وبسط الكلام عليه، فارجع إليه لو شئت.

[(٢ - باب فضل الصوم)]

غرض الترجمة واضح وثابت من الروايات.

قوله: (ولا يجهل) في "تراجم شيخ المشايخ (٤) الدهلوي": الجهل ههنا ضد الحلم كما هو في الأكثر ضد العلم، انتهى. قلت: فهو من قبيل قول الشاعر (٥):

ألا لا يجهلن أحد علينا … فنجهل فوق جهل الجاهلينا

قوله: (فليقل: إني صائم) في هامش النسخة الهندية عن "التوشيح" (٦): قيل: يقولها بلسانه يخاطب بها من شاتمه، وقيل: بقلبه يزجر بها نفسه،


(١) "التفسير الكبير" (٢/ ٢٤٠).
(٢) "شرح الإقناع" (٢/ ٣٧١).
(٣) "فيض الباري" (٣/ ٣٢٠).
(٤) "شرح تراجم أبواب البخاري" (ص ٣٨٣).
(٥) هو عمرو بن كلثوم بن مالك، من تغلب بن وائل، يكنى أبا الأسود توفي عام ٥٢ قبل الهجرة و ٥٧٠ للميلاد، "شرح المعلقات العشر" (ص ٩٢).
(٦) "التوشيح" (٤/ ١٤١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>