للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرضا بما هو فيه من غير إنكار عليه، والمداراة هي الرفق بالجاهل في التعليم وبالفاسق في النهي عن فعله وترك الإغلاظ عليه حيث لا يظهر ما هو فيه، والإنكار عليه بلطف القول والفعل، ولا سيما إذا احتيج إلى تألفه ونحو ذلك، انتهى من "الفتح" (١).

وقال العلامة القسطلاني (٢) في تعريف المداهنة: هي معاشرة المعلن بالفسق وإظهار الرضاء بما هو فيه من غير إنكار عليه باللسان ولا بالقلب، انتهى.

[(٨٣ - باب لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، وقال معاوية: لا حلم إلا عن تجربة)]

كذا في النسخة "الهندية"، وفي نسخة "الكرماني" و"القسطلاني": "لا حكيم إلا ذو تجربة"، وفي نسخة "الفتح": "لا حكيم إلا بتجربة"، وفي نسخة "العيني": "لا حليم إلا ذو تجربة".

قال العلامة العيني (٣): ومناسبة ذكر أثر معاوية للحديث الذي هو الترجمة هي أن الحليم الذي ليس له تجربة قد يقع في أمر مرة بعد أخرى، فلذلك قيَّد الحليم بذي التجربة، والحلم عبارة عن التأني في الأمور المقلقلة، والمعنى أن المرء لا يوصف بالحلم حتى يجرب الأمور، وقيل: إن من جرّب الأمور وعرف عواقبها آثر الحلم وصبر على قليل الأذى ليدفع به ما هو أكثر منه، انتهى.

وقال الحافظ (٤): وهذا الأثر وصله أبو بكر بن أبي شيبة في "مصنفه" (٥) ولفظه: "قال معاوية: لا حلم إلا بالتجارب"، وأخرجه البخاري


(١) "فتح الباري" (١٠/ ٥٢٨).
(٢) "إرشاد الساري" (١٣/ ١٦٠).
(٣) "عمدة القاري" (١٥/ ٢٦٧).
(٤) "فتح الباري" (١٠/ ٥٢٩، ٥٣٠).
(٥) "مصنف ابن أبي شيبة" (٨/ ٤٠٩) و (١١/ ٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>