للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي "الفيض" (١): وقد تصدّى العلماء على إحداث المناسبات في العدد المخصوص، فتصح في بعض دون بعض، ومن شاء الكلام فيها على طور الصوفية فليراجع له "الإبريز"، انتهى.

فإن قيل: إن الرؤيا التي أريها - صلى الله عليه وسلم - ستة أشهر كان ذلك قبل النبوة، فكيف صارت جزءًا منها؟ ويمكن الجواب عنه ما ذكره الكرماني (٢) تحت شرح الحديث. فإن قلت: هل يقال لصاحب الرؤيا الصالحة: له شيء من النبوة؟ قلت: جزء النبوة ليس نبوة، إذ جزء الشيء غيره، أو لا هو ولا غيره، فلا نبوة له، انتهى.

قلت: وهو كذلك كما هو ظاهر، فإن تحقق الجزء من حيث أنه جزء وإن كان لا يمكن تحققه بدون الكل لكن يمكن تحققه في نفسه بدون لحاظ وصف الجزئية، فافهم.

وفي هامش النسخة المصرية (٣): قوله: "جزء من ستة وأربعين:. . ." إلخ، قال الكرماني: أي: في حق الأنبياء دون غيرهم، وقيل: معناه أن الرؤيا تأتي على موافقة النبوة؛ لأنها جزء باق من النبوة، انتهى.

ثم ليس في أول حديث الباب ما يطابق الترجمة، والجواب ما في هامش النسخة المصرية (٤) إذ قال: وجه دخول هذا الحديث في هذا الباب الإشارة إلى أن الرؤيا إنما كانت جزءًا من أجزاء النبوة لكونها من الله تعالى بخلاف التي من الشيطان فإنها ليست من أجزاء النبوة، انتهى.

[(٥ - باب مبشرات)]

كذا في النسخة "الهندية" مجردًا عن اللام، وفي نسخة الشروح: "المبشرات"، قال العلامة القسطلاني (٥): بكسر المعجمة المشددة جمع مبشرة. وقول الحافظ ابن حجر: وهي البشرى تعقبه صاحب "عمدة القاري"


(١) "فيض الباري" (٦/ ٤٣٥).
(٢) "شرح الكرماني" (٢٤/ ١٠١).
(٣) انظر: "تحفة الباري" (٦/ ٤٠١)، و"شرح الكرماني" (٢٤/ ١٠٠).
(٤) انظر: "تحفة الباري" (٦/ ٤٠٣).
(٥) "إرشاد الساري" (١٤/ ٤٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>