للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: (وعرفت أنه. . .) إلخ، أي: الأمر الذي حصل [له] هو "الحديث الذي كان يحدثنا به"، وهو صحيح أنه لم يقبض نبي قط حتى يخير، انتهى من "القسطلاني" (١).

وكتب العلامة السندي (٢): الظاهر أن هذا كان من عائشة على وجه الظن والتخمين، وإلا فمعلوم أنه - صلى الله عليه وسلم - قد خيّر قبل ذلك بزمان حتى إنه خطب بعد أن خيّر فقال: "إن عبدًا خيّره الله تعالى بين الدنيا وبين ما عند الله، فاختار ما عند الله"، فبكى أبو بكر، والله تعالى أعلم، انتهى.

[(٤٢ - باب سكرات الموت)]

بفتح المهملة والكاف جمع سكرة، قال الراغب وغيره: السكر حالة تعرض بين المرء وعقله، وأكثر ما تستعمل في الشراب المسكر، ويطلق في الغضب والعشق والألم والنعاس والغشي الناشيء عن الألم، وهو المراد هنا، وقال أيضًا تحت شرح الحديث: وفي الحديث أن شدة الموت لا تدلّ على نقصٍ في المرتبة، بل هي للمؤمن إما زيادة في حسناته وإما تكفير لسيئاته، وبهذا التقرير تظهر مناسبة أحاديث الباب للترجمة، انتهى من "الفتح" (٣).

قلت: ولا يبعد عندي أن تكون الترجمة من الأصل الثامن عشر، أي: إرادة العام بترجمة خاصة.

[(٤٣ - باب نفخ الصور)]

بضم الصاد المهملة وسكون الواو، وليس هو جمع صورة كما زعم بعضهم، أي: ينفخ في الصور الموتى والتنزيل يدلّ عليه قال تعالى: {ثُمَّ


(١) "إرشاد الساري" (١٣/ ٥٩٩).
(٢) "صحيح البخاري بحاشية السندي" (٤/ ١٣٠).
(٣) "فتح الباري" (١١/ ٣٦٢، ٣٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>