للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الشيخ أبو الحسن الندوي: نشأ في بيئة من أفضل البيئات في ذلك الزمان وأكثرها محافظة على الآداب والسنن، وأبعدها عن الفساد الذي بدأ ينتشر في البلاد (١).

ولما بلغ اثني عشر عامًا من عمره انتقل مع والده إلى "سهارنفور" المركز العلمي الكبير، وهنا بدأ يقرأ على والده أكثر الكتب في الصرف والنحو والأدب والمنطق.

ثم توجه إلى أخذ الحديث من والده سنة (١٣٣٢ هـ)، فاغتسل الشيخ محمد يحيى وصلّى ركعتين وبدأ تدريس "مشكاة المصابيح"، ثم دعا دعاءً طويلًا لنفسه ولولده، من ذلك اليوم أصبح الحديث غايته ومقصده، وقرأ الكتب الستة على والده - ما عدا السنن لابن ماجه - ثم قرأ "صحيح البخاري"، و"سنن الترمذي" على العالم الجليل الشيخ خليل أحمد السهارنفوري (٢)، وكان يهتم بأن لا يقرأ أي رواية دون وضوء (٣).

[تدريسه]

عُين مدرسًا في مدرسة "مظاهر علوم" بسهارنفور في المحرم سنة ١٣٣٥ هـ، وفوِّض إليه تدريس كتب في النحو والصرف والفقه، وبعض


= زكريا" لأبي الحسن الندوي (ص ٥٤)، و"تذكرة شيخ الحديث مولانا محمد زكريا" للشيخ يوسف اللدهيانوي (ص ٨٦)، و"آب بيتي" (٢/ ٢٧).
(١) مقدمة "الأوجز" (ص ١٧).
(٢) هو من كبار العلماء الصالحين، وكبار الفقهاء والمحدِّثين، وحصل على الإجازة من كبار المشايخ والمسندين كالشيخ محمد مظهر النانوتوي، والشيخ عبد القيوم البُدهانوي، والشيخ عبد الغني المجددي، التقى به الشيخ رشيد رضا المصري وتأثر بشخصيته وأثنى على علماء الهند، توفي سنة (١٣٤٦ هـ) في المدينة المنورة. انظر: "نزهة الخواطر" (٨/ ١٤٥).
(٣) انظر: "تذكرة شيخ الحديث مولانا محمد زكريا" لأبي الحسن الندوي (ص ٦١)، وكتاب "تذكرة شيخ الحديث" للدهيانوي (١/ ٩٧)، و"آب بيتي" (٢/ ٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>