للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال القسطلاني (١): وثوران الرأس كما قاله بعضهم مؤول بالحمى؛ لأنه تثير البدن بالاقشعرار، انتهى.

(٤٤ - باب إذا رأى أنه هزَّ سيفًا في المنام)

قال الحافظ (٢): ذكر فيه طرفًا من حديث أبي موسى، وأورده في علامات النبوة بكماله، قال المهلب: هذه الرؤيا من ضرب المثل، ولما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصول بالصحابة عبّر عن السيف بهم وبهزّه عن أمره لهم بالحرب، وعن القطع فيه بالقتل فيهم، وفي الهزّة الأخرى لما عاد إلى حالته من الاستواء عبّر به عن اجتماعهم والفتح عليهم، ولأهل التعبير في السيف تصرف على أوجه: منها أن من نالَ سيفًا فإنه ينال سلطانًا إما ولاية وإما وديعة وإما زوجة وإما ولدًا، إلى آخر ما بسط.

[(٤٥ - باب من كذب في حلمه)]

أي: فهو مذموم، أو التقدير باب إثم من كذب إلخ.

وأشار بقوله: "كذب في حلمه" مع أن لفظ الحديث "تحلَّم" إلى ما ورد في بعض طرقه، وهو ما أخرجه الترمذي من حديث علي رفعه: "من كذب في حلمه كلّف يوم القيامة عقد شعيرة"، قال الطبري: إنما اشتد فيه الوعيد مع أن الكذب في اليقظة قد يكون أشدّ مفسدة منه؛ لأن الكذب في المنام كذب على الله أنه أراه ما لم يره، والكذب على الله أشد من الكذب على المخلوقين، وإنما كان الكذب في المنام كذبًا على الله لحديث: "الرؤيا جزء من النبوة"، وما كان من أجزاء النبوة فهو من قبل الله تعالى، انتهى من "الفتح" (٣).


(١) "إرشاد الساري" (١٤/ ٥٥١).
(٢) "فتح الباري" (١٢/ ٤٢٧).
(٣) "فتح الباري" (١٢/ ٤٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>