للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومطابقة الحديث للترجمة تؤخذ من قوله: "فقال: كيف بنسبي"؟ فإنه - صلى الله عليه وسلم - لم يرد أن يهجى نسبه مع هجو الكفار، انتهى من "العيني" (١).

[(١٧ - باب ما جاء في أسماء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. . .) إلخ]

قوله: ({مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ. . .}) إلخ، ليست هذه الآية في نسخة "الفتح". قال القسطلاني (٢): ثبتت هذه الآية ههنا في رواية أبي الوقت، انتهى.

قوله - عز وجل -: ({مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ. . .}) إلخ، قال الحافظ (٣): كأنه يشير إلى أن هذين الاسمين أشهر أسمائه، وأشهرهما محمد - صلى الله عليه وسلم -، وقد تكرر في القرآن، وأما أحمد فذكر فيه حكاية عن قول عيسى - عليه السلام -، فأما محمد فمن باب التفعيل للمبالغة، وأما أحمد فمن باب التفضيل، وقيل: سمي أحمد؛ لأنه عَلَمٌ منقولٌ من صفة، وهي أفعل التفضيل، ومعناه: أحمد الحامدين، وسبب ذلك ما ثبت في الصحيح أنه يفتح عليه في المقام المحمود بمحامد لم يفتح بها على أحد قبله، وقيل: الأنبياء حمادون وهو أحمدهم، أي: أكثرهم حمدًا أو أعظمهم في صفة الحمد، وأما محمد فمنقول من صفة الحمد أيضًا، وهو بمعنى محمود، وفيه معنى المبالغة، وقد أخرج المصنف في "التاريخ الصغير" من طريق علي بن زيد قال: كان أبو طالب يقول:

وَشَقَّ لَهُ مِن اسْمِهِ لِيُجِلَّهُ … فَذُو الْعَرْشِ مَحْمُودٌ وَهَذَا مُحَمَّدٌ

والمحمد الذي حمد مرة بعد مرة كالممدح، أو الذي تكاملت فيه الخصال المحمودة. قال عياض (٤): كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحمد قبل أن يكون محمدًا، كما وقع في الوجود؛ لأن تسميته أحمد وقعت في الكتب السالفة، وتسميته محمدًا وقعت في القرآن العظيم، وذلك أنه حمد ربه قبل أن يحمده


(١) "عمدة القاري" (١١/ ٢٧٩).
(٢) "إرشاد الساري" (٨/ ٤١).
(٣) "فتح الباري" (٦/ ٥٥٥).
(٤) "الشفا" (١/ ٣٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>