للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وزاد العيني (١) في تفسيره: من غير قتال، انتهى.

وبسط في هامش "اللامع" الكلام على استنباط ابن عباس أجله - صلى الله عليه وسلم - من هذه السورة من كلام الشرَّاح ومن كلام الشيخ الكَنكَوهي وشيخ مشايخنا الشاه عبد العزيز الدهلوي نوَّر الله مرقده، فارجع إليه لو شئت (٢).

(٢ - باب قوله: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [النصر: ٣])

وليست في نسخة "القسطلاني" لفظة "باب"، وقال (٣): ولأبي ذر "باب {فَسَبِّحْ}. . ." إلخ.

قوله: (تواب على العباد. . .) إلخ، قال العيني (٤): أشار بهذا إلى أن التواب له معنيان: أحدهما: تواب يقال لله تعالى بمعنى أنه رجّاع عليهم بالمغفرة وقبول التوبة، وقيل: الذي يرجع إلى كل مذنب بالتوبة، وأصله من التوب وهو الرجوع، وقيل: هو الذي ييسّر للمذنبين أسباب التوبة ويوفقهم لها، ويسوق إليهم ما ينبههم عن رقدة الغفلة ويطلعهم على ضخامة عواقب الزلة فسمي المسبب للشيء باسم المباشر له، كما أسند إليه فعله في قولهم: بنى الأمير المدينة، والمعنى الآخر: تواب يقال للعبد بمعنى أنه تائب من الذنوب التي اقترفها، وقال أيضًا تحت حديث الباب: مطابقته للترجمة ظاهرة تؤخذ من قوله: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ} إلى آخره، والحديث مرَّ في المغازي في باب مجرد عقيب "باب منزل النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح"، فإنه أخرجه هناك عن أبي النعمان عن أبي عوانة إلى آخره، انتهى.

وقال الحافظ (٥) في شرح حديث الباب: ولأبي يعلى من حديث ابن عمر: نزلت هذه السورة في أوسط أيام التشريق في حجة الوداع فعرف


(١) "عمدة القاري" (١٣/ ٥١٨).
(٢) انظر: "لامع الدراري" (٩/ ٢١٧).
(٣) "إرشاد الساري" (١١/ ٢٧٧).
(٤) "عمدة القاري" (١٣/ ٥١٨، ٥١٩).
(٥) "فتح الباري" (٨/ ٧٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>