للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي "الكوكب" (١): قيل: يكتفيان بهذا القول؛ لأنه لا يخطر بالبال حينئذ إلا الله ورسوله، ولا يصح إطلاق الرجل عليه - سبحانه وتعالى -، فلم يبق مصداقه إلا النبي - صلى الله عليه وسلم -، انتهى.

السابع: ما قيل: إنه - صلى الله عليه وسلم - يشرف بقدومه الشريف، ولعل المشار إليه في الشعر الآتي هذه الحالة:

كششي كه عشق دارد نكَذاردت بدين سان … بجنازه كَر نيائي بمزار خواهي آمد

[(٢٥ - باب تحريض النبي - صلى الله عليه وسلم -)]

وفي "تراجم شيخ الهند" ما معربه: ولا يخفى أن المقصود من هذه الترجمة أيضًا هو بيان تأكيد التبليغ والتعليم، وهما موقوفان على الحفظ، ولذا بَيَّنَ تأكيد الحفظ أيضًا، وعلم أن أهل العلم عليهم أن لا يقصِّروا في التأكيد للمتعلم بالحفظ والتبليغ، انتهى.

وما قيل: إن غرض الترجمة تعميم العلم وعدم تخصيص التبليغ بالآية فليس بوجيه؛ لأنه سيأتي قريبًا "باب ليبلغ العلم الشاهد الغائب"، وفيه تعميم العلم.

والأوجه عند هذا العبد الضعيف: أن غرض الإمام البخاري بهذه الترجمة أن التبليغ لا يختص بالعالم، ولا يتوقف على كون المبلغ عالمًا كاملًا، بل ينبغي التبليغ للمعلوم مطلقًا ولو بأشياء معدودة، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرهم بأربع ونهاهم عن أربع وقال: "احفظوه وأخبروه مَن ورائكم"، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - أمرهم بتبليغ هذه الثمانية، وكانوا حديثي عهد بالإسلام، وقدموا النبي - صلى الله عليه وسلم - سنة ثمان قبل الفتح، ولهم قدمتان: إحداهما هذه، والثانية: سنة تسع، كما بسطته في هامش "اللامع" (٢)، ففيه رَدٌّ لما أوردوا على مبلِّغي


(١) "الكوكب الدري" (٢/ ٢٠٨).
(٢) انظر: "لامع الدراري" (٤/ ٢٤ - ٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>