للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: (وقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -. . .) إلخ، هو من حديث البراء الذي ذكره في أول مناقب علي، وسيأتي بتمامه في عمرة الحديبية، انتهى.

وكنية جعفر أبو عبد الله، أسلم قديمًا، وهاجر الهجرتين، ويقال له: عبد الله الطيار ذو الجناحين وذو الهجرتين الشجاع الجواد، هاجر الحبشة، وكان هو سبب إسلام النجاشي، أمَّره رسول الله - صلى الله عليه وسلم -على جيش غزوة مؤتة، ولما قطعت يده في غزوة مؤتة جعل الله تعالى جناحين يطير بهما في الجنة مع الملائكة رضي الله تعالى عنه وأرضاه، انتهى ملخصًا من "العيني" و"القسطلاني" (١).

[(١١ - باب ذكر عباس بن عبد المطلب)]

ذكر فيه حديث أنس: "إن عمر كانوا إذا قحطوا استسقى بالعباس"، وهذه الترجمة وحديثها سقطا من رواية أبي ذر والنسفي، وقد تقدم الحديث المذكور في الاستسقاء، وكان العباس - رضي الله عنه - أسنّ من النبي - صلى الله عليه وسلم - بسنتين أو بثلاث، وكان إسلامه على المشهور قبل فتح مكة، وقيل: قبل ذلك، وليس ببعيد، وكان ممن أُسر يوم بدر، وفدى نفسه وعقيلًا ابن أخيه أبي طالب كما سيأتي، ولأجل أنه لم يهاجر قبل الفتح لم يدخله عمر في أهل الشورى مع معرفته بفضله واستسقائه به، وسيأتي حديث عائشة في إجلال النبي - صلى الله عليه وسلم - عمه العباس في آخر المغازي في الوفاة النبوية، وكنية العباس أبو الفضل، ومات العباس في خلافة عثمان سنة اثنتين وثلاثين، وله بضع وثمانون سنة، انتهى (٢).

وقال القسطلاني (٣): وكان العباس جميلًا وسيمًا أبيض، له ضفيرتان معتدلًا، وقيل: طوالًا، وكان فيما رواه ابن أبي حاتم مرفوعًا: "أجود قريش كفًا وأوصلها رحمًا"، وزاد أبو عمرو: "كان ذا رأي حسن ودعوة مرجوة"،


(١) "عمدة القاري" (١١/ ٤٤٨)، "إرشاد الساري" (٨/ ٢٢٣).
(٢) "فتح الباري" (٧/ ٧٧).
(٣) "إرشاد الساري" (٨/ ٢٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>