للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بهذا الإسناد وقال: "صبّح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة لثلاث عشرة خلت من رمضان"، وروى أحمد بإسناد صحيح عن أبي سعيد قال: "خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح لليلتين خلتا من شهر رمضان"، ويعطي هذا أنه أقام في الطريق اثني عشر يومًا، وأما ما قال الواقدي: إنه خرج لعشر خلون من رمضان فليس بقوي لمخالفته ما هو أصح منه، وفي تعيين هذا التاريخ أقوال أخرى: منها عند مسلم "لست عشرة"، ولأحمد: "لثماني عشرة"، وفي أخرى: "لثنتي عشرة"، والجمع بين هاتين بحمل إحداهما على ما مضى والأخرى على ما بقي، والذي في المغازي: دخل لتسع عشرة مضت، وهو محمول على الاختلاف في أول الشهر، ووقع في أخرى بالشك في تسع عشرة أو سبع عشرة، وروى يعقوب بن سفيان من رواية ابن إسحاق عن جماعة من مشايخه أن الفتح كان في عشر بقين من رمضان، فإن ثبت حمل على أن مراده أنه وقع في العشر الأوسط قبل أن يدخل العشر الأخير، انتهى.

وفي "تاريخ الخميس" (١): وفي عشرين من رمضان هذه السنة يوم الجمعة، وقيل: في سادس عشر منه وقعت غزوة فتح مكة، انتهى.

[(٤٨ - باب أين ركز النبي - صلى الله عليه وسلم - الراية. . .) إلخ]

أي: بيان المكان الذي ركزت في راية النبي - صلى الله عليه وسلم - بأمره، قاله الحافظ (٢).

وقال العيني (٣): بعد ذكر الحديث: ومطابقته بالترجمة في قوله: "وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تركز رايته بالحجون" وهو بفتح المهملة وضم الجيم الخفيفة مكان معروف بالقرب من مقبرة مكة، انتهى.


(١) "تاريخ الخميس" (٢/ ٧٧).
(٢) "فتح الباري" (٨/ ٦).
(٣) "عمدة القاري" (١٢/ ٢٦٦ - ٢٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>