للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للتشريف كبيت الله، وسمّاه عرشه؛ لأنه مالكه وخالقه، والفائدة الثانية: من قوله: {وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [التوبة: ١٢٩] لدفع توهم من قال من الفلاسفة: إن العرش هو الخالق والصانع، وقوله: {رَبُّ الْعَرْشِ} يبطل هذا القول الفاسد، فإنه يدلّ على أنه مربوب مخلوق، والمخلوق كيف يكون خالقًا، انتهى مختصرًا.

وقد بسط الحافظ (١) الكلام على معنى الاستواء، وذكر الأقاويل للفرق المختلفة، وأيضًا على أن الاستواء صفة فعل أو ذات، فارجع إليه.

(٢٣ - باب قول الله: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ. . .} [المعارج: ٤]) إلخ

قال ابن بطال (٢): غرض البخاري في هذا الباب الردّ على الجهمية المجسمة في تعلقها بهذه الظواهر، وقد تقرر أن الله ليس بجسم، فلا يحتاج إلى مكان يستقر فيه، فقد كان ولا مكان، وإنما أضاف المعارج إليه إضافة تشريف، ومعنى الارتفاع إليه اعتلاؤه مع تنزيهه عن المكان، انتهى.

قال الحافظ: وخلط المجسمة بالجهمية من أعجب ما يسمع، انتهى.

وهكذا أفاد العيني (٣) في غرض الترجمة من غير عزو إلى ابن بطال.

وفي هامش النسخة "الهندية" عن الكرماني (٤): هذا الباب كأنه من تتمة الباب المتقدم لأنهما متقاربان في المقصد، انتهى.

ولا يبعد عندي أن يقال: إن مقصود الترجمة إثبات اسم العلى لله تعالى، ثم رأيت "تقرير الشيخ المكي" (٥) فكتب: المقصود من هذا الباب


(١) "فتح الباري" (١٣/ ٤٠٥ - ٤٠٧).
(٢) "شرح ابن بطال" (١٠/ ٤٥٣)، و"فتح الباري" (١٣/ ٤١٦).
(٣) "عمدة القاري" (١٦/ ٦٢٥).
(٤) "شرح الكرماني" (٢٥/ ١٣٧).
(٥) "لامع الدراري" (١٠/ ٣٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>