للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[(٤ - باب الصلاة كفارة)]

مناسبة الحديث بالباب ظاهرة، وأما بالكتاب فبفضلها أيضًا ظاهرة، وأما بالمواقيت فيحتمل أن يقال: إنه إشارة إلى أن كونها مكفِّرة مقيَّد بإقامتها في أوقاتها كما يشير إليه الحديث الثاني، لكن يشكل عليه أن هذا المعنى سيأتي قريبًا في ترجمة مستقلة "باب الصلوات الخمس كفارة للخطايا إذا صلَّاهن لوقتهن. . ." إلخ، اللَّهم إلا أن يقال: إن الغرض فيما سيأتي عدم التقيد بالجماعة.

[(٥ - باب فضل الصلاة لوقتها)]

قال العيني (١): كان الأصل أن يقال: فضل الصلاة في وقتها؛ لأن الوقت ظرف لها، ولذكره هكذا وجهان، الأول: حروف الجر يقام بعضها مقام البعض، والثماني: اللام ههنا مثل اللام في قوله تعالى: {فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} [الطلاق: ١]، أي: مستقبلات لعدتهن، انتهى.

وقال القسطلاني (٢): قوله: (باب فضل الصلاة لوقتها) أي: في وقتها أو على وقتها، انتهى.

قلت: ولا يبعد عندي أن الترجمة شارحة للحديث بأن "على" في الحديث بمعنى اللام إذ لفظ "على" يوهم تقدم الصلاة على وقتها، إذ الشيء على الشيء يكون خارجًا عنه.

[(٦ - باب الصلوات الخمس. . .) إلخ]

ههنا بحثان:

الأول: الفرق بين هذه الترجمة وبين ما سبق من باب الصلاة كفارة، قال الحافظ (٣): هي أخص من الترجمة السابقة لأن الأولى يتناول الخمس


(١) "عمدة القاري" (٤/ ١٨).
(٢) "إرشاد الساري" (٢/ ٢٠٣).
(٣) "فتح الباري" (٢/ ١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>