للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه الوداع، وسئلت عن قول "الكشاف": إن سورة النصر نزلت في حجة الوداع أيام التشريق، فكيف صدرت بإذا الدالة على الاستقبال؟ فأجبت بضعف ما نقله، وعلى تقدير صحته فالشرط لم يتَكمَّل بالفتح؛ لأن مجيء الناس أفواجًا لم يكن كَمُل فبقية الشرط مستقبل، وقد أورد الطيبي السؤال وأجاب بجوابين: أحدهما: أن "إذا" قد ترد بمعنى إذ كما في قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً} الآية [الجمعة: ١١]، ثانيهما: أن كلام الله تبارك وتعالى قديم، وفي كل من الجوابين نظر لا يخفى، انتهى.

(١١١) {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ}

بسم الله الرحمن الرحيم

وفي نسخ الشروح الثلاثة بزيادة لفظ "سورة".

قال العيني (١): وهي مكية، وأبو لهب ابن عبد المطلب واسمه عبد العزى وأمه خزاعية، وكني أبا لهب فقيل بابنه لهب، وقيل: لشدة حمرة وجنتيه وكان وجهه يتلهب من حسنه، ووافق ذلك ما آل إليه أمره وهو دخوله نارًا ذات لهب، وكان من أشد الناس عداوة للنبي - صلى الله عليه وسلم - وتمادى على عداوته حتى مات بعد بدر بأيام ولم يحضرها بل أرسل عنه بديلًا، فلما بلغه ما جرى لقريش مات غمًا، انتهى.

وقال أيضًا تحت حديث الباب: مطابقته للترجمة ظاهرة وفيه بيان سبب نزول السورة، والحديث قد تقدم بتمامه في "مناقب قريش" وببعضه في الجنائز، انتهى.

قوله: ({تَبَابٍ} [غافر: ٣٧]: خسران. . .) إلخ، هكذا في النسخة "الهندية" وهكذا في نسخة "القسطلاني". زاد في نسخة الحافظين وكذا في نسخة الحاشية قبل هذا: " {وَتَبَّ}: خسر" وهو الأولى؛ لأن هذا اللفظ هو


(١) "عمدة القاري" (١٣/ ٥١٩، ٥٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>