للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معناه: كفتاه ما حصل له بسببهما من الثواب عن طلب شيء آخر وكأنهما اختصتا بذلك لما تضمنتاه من الثناء على الصحابة بجميل انقيادهم إلى الله وابتهالهم ورجوعهم إليه وما حصل لهم من الإجابة إلى مطلوبهم، انتهى.

وكتب الشيخ قُدِّس سرُّه في "الكوكب" (١): قوله: "كفتاه" أي: عن حق قراءة القرآن، فلو قرأ قارئ كل يوم آيتين لم يعد تاركًا للقراءة، وفيه وجوه أخر، انتهى.

قال القسطلاني: عند الحاكم وصححه عن النعمان بن بشير رفعه: "إن الله كتب كتابًا وأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة لا يقرآن في دار فيقربها الشيطان ثلاث ليال" وزاد أبو عبيدة من مرسل ابن جبير: "فاقرؤوهما وعلّموهما أبناءكم فإنهما قرآن وصلاة ودعاء"، انتهى.

[(١١ - باب فضل سورة الكهف)]

وفي نسخ الشروح الثلاثة "باب فضل الكهف".

قال الحافظ (٢): وسقط لفظ "باب" لغير أبي ذر في هذا والذي قبله والثلاثة بعده.

قوله: (كان رجل يقرأ سورة الكهف) قال الحافظ (٣): قيل: هو أسيد بن حضير كما سيأتي من حديثه نفسه بعد ثلاثة أبواب، لكن فيه أنه كان يقرأ سورة البقرة، وفي هذا أنه كان يقرأ سورة الكهف وهذا ظاهره التعدد، وقد وقع قريب من القصة التي لأسيد لثابت بن قيس بن شماس لكن في سورة البقرة أيضًا، وأخرج أبو داود من طريق مرسلة قال: قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ألم تر ثابت بن قيس لم تزل داره البارحة تزهر بمصابيح، قال: "فلعله قرأ سورة البقرة" فسئل قال: قرأت سورة البقرة، ويحتمل أن يكون قرأ سورة البقرة وسورة الكهف جميعًا، أو من كل منهما، انتهى.


(١) "الكوكب الدري" (٤/ ٨)، و"إرشاد الساري" (١١/ ٣٢٦).
(٢) "فتح الباري" (٩/ ٥٧).
(٣) "فتح الباري" (٩/ ٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>