للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال العيني (١): قال أبو العباس: مدنية بلا خلاف، وقال السخاوي: نزلت قبل الحجرات وبعد المنافقين، وفي تفسير عبد بن حميد: اسم هذه المجادلة خويلة، قاله محمد بن سيرين، وكان زوجها ظاهر منها وهو أول ظهار كان في الإسلام، وقال أبو العالية: هي خويلة بنت دليج، وقال عكرمة: هي خولة بنت ثعلبة وزوجها أوس بن الصامت، وسماها مجاهد جميلة، وسماها ابن منده خولة بنت الصامت، وقال أبو عمر: خولة بنت ثعلبة بن أصرم إلى آخر ما ذكر من الأقاويل.

وقال الحافظ (٢) - رحمه الله -: (تنبيه): لم يذكر فيه حديثًا مرفوعًا، ويدخل فيه حديث التي ظاهر منها زوجها، وقد أخرجه النسائي، وأورد منه البخاري طرفًا في كتاب التوحيد معلقًا، انتهى.

(٥٩) الحَشْرُ

وهكذا في نسخة "القسطلاني" بغير لفظ سورة، وفي نسخة "الحافظين" بزيادته، والبسملة مذكورة في نسخ الشروح الثلاثة.

قال العيني (٣): وهي مدنية، وسميت سورة الحشر لقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} [الحشر: ٢]، يعني الله هو الذي أخرج الذين كفروا من بني النضير الذين كانوا بيثرب، وعن ابن إسحاق كان جلاء بني النضير مرجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من أُحد، وكان فتح قريظة عند مرجعه من الأحزاب وبينهما سنتان، وإنما قال: {لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} لأنهم أول من حشروا من أهل الكتاب، ونفوا من الحجاز وكان حشرهم إلى الشام، وعن مرة الهمداني: كان هذا أول الحشر من المدينة، والحشر الثاني من خيبر وجميع جزيرة العرب إلى أذرعات وأريحا من الشام في أيام عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، وعن قتادة: كان هذا أول الحشر، والحشر الثاني


(١) "عمدة القاري" (١٣/ ٣٨٤).
(٢) "فتح الباري" (٨/ ٦٢٨).
(٣) "عمدة القاري" (١٣/ ٣٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>