للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي هامش "الفيض" (١) ملخصًا عن كلام الحافظ: ليس المراد بذكر تلك الأسماء حصرَها في هذا العدد، فحكى القاضي أبو بكر بن العربي عن بعضهم: أن لله ألفَ اسم، ونقل الفخر الرَّازي عن بعضهم: أن لله تعالى أربعة آلاف اسم، استأثر بعلم ألف منها، وأَعْلَمَ الملائكةَ بالبقية، والأنبياءَ بألفين منها، وسائرَ الناس بألفٍ، وهذه دعوى تحتاج إلى دليل، وابن حزم ممن ذهب إلى الحصر في العدد المذكور، خلافًا للجمهور، وأجاب عنه الجمهور بأن الحصر المذكور باعتبار الوعد المذكور في حفظها، انتهى.

[(٧١ - باب الموعظة ساعة بعد ساعة)]

قال الحافظ (٢): مناسبة هذا الباب بـ "كتاب الدعوات" أن الموعظة يخالطها غالبًا التذكير بالله، وقد تقدم أن الذكر من جملة الدعاء، وختم به أبواب الدعوات التي عقبها بـ "كتاب الرقاق" لأخذه من كل منهما شوبًا، انتهى.

وعندي: أن الإمام البخاري أشار بالترجمة وحديثها إلى أنه ينبغي الاحتراز عن الملال في الدعاء، فإنه لما يحترز عنه في التذكير وهو أهم ففي الدعاء بالأولى، فلا ينبغي التطويل في الدعاء حتى يؤدي إلى الملال، وليس المراد كراهة الطول مطلقًا، بل الطول المؤدي إلى الملال والسآمة، إلى آخر ما ذكر في هامش "اللامع" (٣).

وأما براعة الاختتام ففي لفظ "الساعة" المذكور في الترجمة، وفي قوله: "أدخُل فَأُخرج"، وهل هذا غير منظر القبر، وكذا لفظ السآمة أذكر للسام بدون الهمز وهو الموت (٤).


(١) "فيض الباري" (٦/ ٢٤٦).
(٢) "فتح الباري" (١١/ ٢٢٨).
(٣) "لامع الدراري" (١٠/ ٧٤).
(٤) انظر: "لامع الدراري" (١/ ١١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>