للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمة تمهيد وتكميل لذكر نبينا سيد الأنبياء عليه أفضل الصلوات والتسليمات، ولما كان ذكره الشريف أصلًا ومقصودًا بسط في ذكر التمهيد والتكميل، فذكر قريشًا؛ لأنها قبيلته صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم تسليمًا كثيرًا كثيرًا.

ثم المناقب جمع منقبة، وهي ضد المثلبة، قاله العيني (١)، وقال السندي (٢): المناقب: المكارم والمفاخر، واحدها منقبة ضد المثلبة كأنها تنقب قلب الحسود، انتهى.

(١ - وقول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ} الآية [الحجرات: ١٣]. . .) إلخ

قال الحافظ (٣): يشير إلى ما تضمنته هذه الآية من أن المناقب عند الله إنما هي بالتقوى بأن يعمل بطاعته ويكف عن معصيته، وقد ورد في الحديث ما يوضح ذلك، ففي صحيحي ابن خزيمة وابن حبان من حديث ابن عمر في خطبته - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح، وفيه: "يا أيها الناس! الناس رجلان مؤمن تقي كريم على الله، وفاجر شقي هين على الله"، ثم تلا هذه الآية، وروى أحمد وغيره في خطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - بمنى: "يا أيها الناس! إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى، خيركم عند الله أتقاكم"، انتهى.

قوله: ({وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ} الآية) [النساء: ١] قال الحافظ (٤): المراد بذكر هذه الآية الإشارة إلى الاحتياج إلى معرفة النسب أيضًا؛ لأنه يعرف به ذو الأرحام المأمور بصلتهم، وذكر ابن حزم في مقدمة كتاب


(١) "عمدة القاري" (١١/ ٢٣٩).
(٢) "صحيح البخاري مع حاشية السندي" (٢/ ٢٦٤).
(٣) "فتح الباري" (٦/ ٥٢٧).
(٤) "فتح الباري" (٦/ ٥٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>