للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الكلام، ونقل الكشاف عن بدع بعض التفاسير أنه من الكلم بمعنى الجرح، وهو مردود بالإجماع المذكور، وأورد البخاري في "كتاب خلق أفعال العباد": أن خالد بن عبد الله القسري قال: إني مضح بالجعد بن درهم، فإنه يزعم أن الله تعالى لم يتخذ إبراهيم خليلًا ولم يكلم موسى تكليمًا، وتقدم في أول التوحيد - الرد على الجهمية - أن سلم بن أحوز قتل جهم بن صفوان؛ لأنه أنكر أن الله كلّم موسى تكليمًا، انتهى مختصرًا.

وقال القسطلاني (١): قال القرطبي: تكليمًا مصدر معناه التأكيد، وهذا يدل على بطلان قول من يقول: خلق الله بنفسه كلامًا في شجرة يسمعه موسى بل هو الكلام الحقيقي الذي يكون به المتكلم متكلمًا، انتهى.

وترجم البيهقي في "كتاب الأسماء" (٢): "ما جاء في إثبات صفة التكليم والتكلم والقول" ثم بسط الروايات في ذلك.

قوله: (عن شريك بن عبد الله. . .) إلخ، كتب الشيخ في "اللامع" (٣): قد أنكر العلماء على شريك هذه الرواية، وذلك لما في هذه الرواية من مخالفة بالثقات في ستة مواضع أو سبعة، ولكل منها تأويل صحيح، انتهى.

وفي هامشه: قال الحافظ في "الفتح" (٤): جزم ابن القيم في "الهدي" بأن في رواية شريك عشرة أوهام، انتهى.

وهكذا حكى صاحب "الفيض" (٥) عن ابن الجوزي: أن فيه عشرة أوهام، أشدّها ما في آخر الحديث: "فاستيقظ"، ويتلوه في الشناعة قوله: "ودنا الجبار، رب العزة، فتدلى"، انتهى مختصرًا.

ثم قال الحافظ: ومجموع ما خالفت فيه رواية شريك غيره من المشهورين عشرة أشياء، بل تزيد على ذلك، ثم عدّها وبلغها إلى اثني


(١) "إرشاد الساري" (١٥/ ٥٥٨).
(٢) "كتاب الأسماء والصفات" (ص ١٨٧).
(٣) "لامع الدراري" (١٠/ ٣٦٣ - ٣٧٥).
(٤) "فتح الباري" (١٣/ ٤٨٦).
(٥) "فيض الباري" (٦/ ٥٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>