للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من فائدة زائدة في الذي قبله، وقوله: "عن عمرو بن دينار" تقدم قبل بباب من رواية الحميدي عن سفيان: حدثنا عمرو بن دينار، وروى الترمذي من طريق علي ابن المديني قال: حججت حجة وليس لي همة إلا أن أسمع من سفيان الخبر في هذا الحديث حتى سمعته، يقول: حدثنا عمرو، وكان قبل ذلك يقوله بالعنعنة، انتهى.

قوله: ({رُحْمًا} [الكهف: ٨١] من الرحم. . .) إلخ، هو من كلام أبي عبيدة ووقع عنده مفرقًا وقد تقدم في الحديث الذي قبله، وحاصل كلامه: أن رحمًا من الرحم التي هي القرابة، وهي أبلغ من الرحمة التي هي رقة القلب: لأنها تستلزمها غالبًا من غير عكس، وقوله: "ويظن" مبني للمجهول، وقوله: "مشتق من الرحمة" أي: التي اشتق منها الرحيم، وقوله: "أم رحم" بضم الراء والسكون وذلك لتنزل الرحمة بها، ففيه تقوية لما اختاره من أن الرحم من القرابة لا من الرقة، انتهى من "الفتح" (١).

وكتب الشيخ في "اللامع" (٢): قوله: " {رُحْمًا} من الرحم. . ." إلخ، توجيهان نبَّه على أولهما بقوله: "من الرحم. . ." إلخ، وعلى الثاني بقوله: "يظن. . ." إلخ، وحاصل الأول أن الرحم مشتق من الرحم ككتف وهي أبلغ من الرحمة، والثاني أن الرحيم مشتق من الرحمة والرُحم من الرحيم، فلما كان بناء الرحيم دالًّا على نوع مبالغة والرُحم دال على المبالغة أيضًا ناسب اشتقاق الرحم من الرحيم لا من الرحمة لخلو الرحمة عن الدلالة على المبالغة وتضمن الرحم ذلك، ولا يضر لزوم الاشتقاق من المشتق؛ لأن الاشتقاق أن تجد بين اللفظين تناسبًا في الحروف الأصلية إلى آخر ما قالوا، انتهى.

وبسط في هامشه في تأييد كلام الشيخ قُدِّس سرُّه وتوضيحه.


(١) "فتح الباري" (٨/ ٤٢٤).
(٢) "لامع الدراري" (٩/ ١٢٩، ١٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>