للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحديبية بالتثقيل والتخفيف لغتان، وأنكر كثير من أهل اللغة التخفيف، وقال أبو عبيد البكري (١): أهل العراق يثقلون وأهل الحجاز يخففون، انتهى.

وقال القسطلاني (٢): في "القاموس": الحديبية: بئر قرب مكة حرسها الله تعالى، انتهى.

قوله: (وقول الله تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ. . .} [الفتح: ١٨]) إلخ، يشير إلى أنها نزلت في قصة الحديبية، وكان توجهه - صلى الله عليه وسلم - من المدينة يوم الاثنين مستهل ذي القعدة سنة ست، فخرج قاصدًا إلى العمرة، فصدّه المشركون عن الوصول إلى البيت، ووقعت بينهم المصالحة على أن يدخل مكة في العام المقبل، وجاء عن هشام بن عروة عن أبيه: أنه خرج في رمضان واعتمر في شوال، وشذّ بذلك، ومضى في الحج قول عائشة: "ما اعتمر إلا في ذي القعدة"، قال الحافظ: ذكر المصنف فيه ثلاثين حديثًا، انتهى من "الفتح" (٣).

قوله: (ألفًا وثلاث مائة. . .) إلخ، كتب الشيخ قُدِّس سرُّه في "اللامع" (٤): ثم تلاحق بهم آخرون، فصاروا أربعمائة، ثم آخرون فصاروا خمسة مائة، انتهى.

وفي هامشه: ذكر الحافظ في "الفتح" الروايات المختلفة في عددهم، ففي رواية أربع عشرة مائة، وفي رواية ألفًا وأربعمائة أو أكثر، وفي رواية خمس عشر مائة، وفي أخرى ألفًا وثلاث مائة، ثم قال (٥): والجمع بين هذا اختلاف أنهم كانوا أكثر من ألف وأربعمائة، فمن قال: ألفًا وخمس مائة جبر الكسر، ومن قال: ألفًا وأربعمائة ألغاه، ويؤيده ما في رواية


(١) "معجم ما استعجم" (٢/ ٣٨٤).
(٢) "إرشاد الساري" (٩/ ٢٢٠).
(٣) "فتح الباري" (٧/ ٤٤٠).
(٤) "لامع الدراري" (٨/ ٣٤١، ٣٤٢).
(٥) "فتح الباري" (٧/ ٤٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>