للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وثبت في الصحيح في حديث السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب: (هم الذين لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون) أخرجه البخاري ومسلم (١).

فقد تضمَّنت أحاديث الكي أربعة أنواع:

أحدها: فعله؛ لما رواه جابر -رضي الله عنه- قال: (رُمي سعد بن معاذ في أكحله قال: فحسمه النبي -صلى الله عليه وسلم- بيده بمشقص … ) حسمه، أي: كواه. رواه مسلم.

الثاني: عدم محبته له؛ لما رواه جابر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن كان في شيء من أدويتكم … وما أحب أن أكتوي) رواه البخاري ومسلم.

الثالث: الثناء على من تركه.

الرابع: النهي عنه.

ولا تعارض بينها بحمد الله تعالى، فإن فعله يدل على جوازه، وعدم محبته له لا يدل على المنع منه، وأما الثناء على تاركه، فيدل على أن تركه أولى وأفضل، وأما النهي عنه فعلى سبيل الاختيار والكراهة، أو عن النوع الذي لا يحتاج إليه فيفعل خوفاً من حدوث الداء. والله أعلم.

وقد تكلم على هذه المسألة الحافظ ابن حجر-رحمه الله- في "الفتح"، والعلامة الألباني -رحمه الله- في "الصحيحة" تحت حديث: (من اكتوى أو استرقى فقد برئ من التوكل)، بكلام نفيس فارجع له إن شئت (٢).


(١) "البخاري مع الفتح" (١٠/ ٢٧٩)، ومسلم (٢٢٠).
(٢) "الفتح " (١٠/ ١٦٤)، و"الصحيحة" (٢٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>