للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[(١٥) قصة: (رؤيا الفتاة المريضة لزينب رضي الله عنها).]

(باطلة)

لقد شاع وذاع بين كثير من الناس، وتناقلوه خطاً ولفظاً، ذلك الخبر الممجوج المكذوب، خلاصته: أن فتاة تبلغ من العمر ثلاث عشرة سنة، أصابها مرض شديد أعجز الأطباء، وفي ليلة زاد عليها ألم المرض، فبكت حتى غلبها النوم، فرأت في منامها زينب رضي الله عنها، فوضعت في فمها قطرات، وبعد استيقاظها من النوم وجدت أنها قد شفيت، فذكرت أن زينب أوصتها أن تكتب الرؤيا (١٣) مرة، وتقوم بتوزيعها على المسلمين، وجاء في ذلك الخبر أن تلك الورقة وقعت في يد فقير فكتبها ووزعها، وبعد مُضِيّ (١٣) يوماً أصبح غنياً، ووصلت الورقة إلى عامل فأهملها وبعد مضي (١٣) يوماً فَقَدَ عمله، ووصلت إلى تاجر فأهملها، وبعد مضي (١٣) يوماً فَقَدَ ثروته … إلخ هذه فحوى ماجاء في تلك النشرة الساذجة الباطلة.

والعجب تسابق بعض الجهلاء إلى تصديق وتطبيق ما جاء فيها، وهذا مما يعرضهم للإثم، لأنهم أقدموا على أمر لا علم لهم به، وكان الواجب عليهم السؤال (فإنما شفاء العيّ السؤال) فالحذر الحذر من تلك النشرات التي تنتشر بين الحين والحين دون التثبت من صدقها، فإن التعجل في مثل هذه الأمور يزيد الجهل شدة وانتشاراً (١).


(١) "تحت المجهر" (ص: ١١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>