للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[(٢٣) قصة: (الغرانيق).]

(باطلة)

وهي أنه -صلى الله عليه وسلم- لما شق عليه إعراض قومه عنه، تمنى في نفسه أن لا ينزل عليه شيء ينفرهم عنه لحرصه على إيمانهم، فكان ذات يوم جالساً في نادٍ من أنديتهم وقد نزل عليه سورة {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (١)} {النَّجم: ١}.

فأخذ يقرأها عليهم حتى بلغ قوله {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (١٩) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (٢٠)} {النَّجم: ١٩ - ٢٠} وكان ذلك التمني في نفسه فجرى على لسانه مما ألقاه الشيطان عليه (تلك الغرانيق العُلا، وإن شفاعتهن لترتجى) فلما سمعت قريش ذلك فرحوا، ومضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في قراءته حتى ختم السورة، فلما سجد في آخرها سجد معه جميع من في النادي من المسلمين والمشركين، فتفرقت قريش مسرورين بذلك، وقالوا: قد ذكر محمد آلهتنا بأحسن الذكر، فأتاه جبريل فقال: ما صنعت؟ تلوت على الناس مالم آتك به عن الله، فحزن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وخاف خوفاً شديداً، فأنزل الله هذه الآية.

قلت: حكم ببطلان هذه القصة جمع من العلماء، منهم:

(١) ابن كثير -رحمه الله- في تفسير قول الله عز وجل {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} {الحج: ٥٢} قال: قد ذكر كثير من المفسرين ههنا قصة الغرانيق،

<<  <  ج: ص:  >  >>