قال الموفق عبد اللطيف البغدادي: لما كانت الصلاة جامعة لفضائل الدنيا والآخرة، خصها بزيادة صفة، وقدم الطيب لإصلاحه النفس، وثنى بالنساء لإماطة أذى النفس بهن، وثلث بالصلاة لأنها تحصل حينئذ صافية عن الشوائب، خالصة عن الشواغل.
فوائد من هذا الحديث:
• مشروعية حب النساء، وأنه لا ينافي مقام النبوة.
• ما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- من قوة محبته لله عز وجل حيث لم يؤثر فيه حبَّه للنساء، بل ازداد به القرب من الله تعالى والزلفى.
• أنه يدل على أن محبته للنساء والطيب ليس من جنس المحبة المجردة الشهوية، كسائر عامة الناس، بل لكونه طريقاً لنشر الشريعة التي لا تنقل من طرق الرجال، بل من طرق الأزواج اللآتي يلازمنه في نومه، ويقظته وأكله وشربه، وسائر أحواله التي يكون عليها من حين يدخل بيته إلى أن يخرج منه.
• بيان أن محبة النساء، وسائرملاذ الدنيا إذا لم يؤدّ إلى الإخلال بأداء حقوق العبودية لا يكون نقصاً (١).
(١) وانظر شرح سنن النسائي المسمى "ذخيرة العقبى في شرح المجتبى" (٢٨/ ١٧٤ - ١٧٥) لشيخنا محمد آدم حفظه الله.