للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأخرج ابن ماجه وابن حبان من حديث طلحة بنحوه لكنه أطول منه، وزاد في آخره: (وكان بينهما أبعد مما بين السماء والأرض) (١).

وعند أحمد عن عبد الله بن شداد وأبي يعلى عنه عن طلحة، ورواتهما رواة الصحيح أن نفراً من بني عُذرة ثلاثة أتوا النبي -صلى الله عليه وسلم- فأسلموا، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من يكفيهم؟ فقال طلحة: أنا، قال فكانوا عند طلحة فبعث النبي -صلى الله عليه وسلم- بعثاً، فخرج فيه أحدهم فاستشهد، ثم بعث بعثاً فخرج فيه آخر فاستشهد ثم مات الثالث على فراشه، قال طلحة: فرأيت هؤلاء الثلاثة الذين كانو عندي في الجنة، فرأيت الميت على فراشه أمامهم، ورأيت الذي استشهد أخيراً يليه، ورأيت أولهم آخرهم قال: فدخلني من ذلك فأتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكرت ذلك له، فقال: وما أنكرت من ذلك؟ ليس أحدٌ أفضل عند الله من مؤمن يعمر في الإسلام، لتسبيحة وتكبيره وتهليله.

وعند أحمد والنسائي عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال كان رجلان أخوان هلك أحدهما قبل صاحبه بأربعين ليلة فذكرت فضيلة الأول منهما عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ألم يكن الآخر مسلماً؟) قالو: بلى، وكان لابأس به، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (وما يدريك ما بلغت به صلاته، إنما مثل الصلاة كمثل نهر عذب بباب أحدكم يقتحم فيه كل يوم خمس مرات ما ترون ذلك يبقي من درنه؟ فإنكم لا تدرون ما بلغت به صلاته) (٢).


(١) صححه العلامة الألباني في "صحيح الجامع" (١٣١٦).
(٢) صححه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (٣٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>