للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

التعليق:

قلت: الدين المعاملة، الصحيح أنه ليس بحديث وإنما هو من كلام الناس، والإسلام قد أمر أهله بالمعاملة الحسنة مع جميع الخلق، والمعاملات الإنسانية كثيرة ومتنوعة، بل متنامية ومتطورة، وهي متشعبة الاتجاهات، ولذلك لا تخلو يوميات الأفراد في المجتمع من التعامل المتبادل مع الآخرين، وهذه هي سنة الحياة وطبيعة الدنيا، غير أن هذه الحياة يتعكر صفوها ولا يمضي أهلها في تحقيق أهدافهم عند ما تغيب أو تضعف الروح الإنسانية والأخلاق السامية، والأذواق الرفيعة في المعاملات المتبادلة بين بني آدم، حيث يسود الغلو والعلو والغلظة والشدة والجفاء والنفور بدل المعاملة السمحة التي رفع من شأنها الإسلام وجعلها من علامات الإيمان، ومن دعائم الحياة الكريمة في المجتمع المسلم، من تحلى بها فقد نال حظاً وافراً من الإيمان والتدين الصحيح، يقول -صلى الله عليه وسلم-: (أفضل الإيمان الصبر والسماحة) (١).

وإذا كان للتدين أشكال وصور تتجلى في سلوكيات الناس، فإن السماحة في المعاملة أعظم صورة يجب أن يكون عليها المسلم الغيور على دينه فقد سئل النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أي الأديان أحب إلى الله عز وجل؟ قال: الحنيفية السمحة) (٢).


(١) رواه الديلمي في "مسند الفردوس" عن معقل بن يسار -رضي الله عنه- والبخاري في التاريخ عن عمير الليثي -رضي الله عنه-، وجاء عن غيرهم وصححه الألباني في "الصحيحة" (١٤٩٥) و"صحيح الجامع" (١٠٩٧).
(٢) رواه الطبراني في "الأوسط" عن ابن عباس وحسنة العلامة الألباني في "صحيح الجامع" (١٠٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>