(٣) وسئل شيخنا العلامة صالح الفوزان -حفظه الله- عن هذا الحديث:(رب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه) هل هذا الحديث صحيح، وما معناه؟ قال شيخنا -حفظه الله-: الذي أعرفه أن هذا من كلام السلف، ومعناه أنه لا يمتثل ما نهى عنه القرآن أو أمر به. فمثلاً القرآن نهى عن الكذب وهو يكذب والله تعالى يقول {فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (٦١)} {آل عمران: ٦١}، القرآن قال الله فيه {أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ}{الأعراف: ٤٤}. وهو يظلم … "فتاوى الفوزان"(١٠٤٩٨).
التعليق:
قلت: هذا الحديث لا يصح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، لكنه من كلام بعض السلف ومعناه أن الإنسان إذا تلى القرآن ولا يرعوي إلى الشيء منه فإنه من شرار الناس، فإن الرجل يقرأ القرآن والقرآن يلعنه، ويلعن نفسه فيه، يقرأ ألا لعنة الله على الظالمين وهو يظلم فيلعن نفسه، ويقرأ لعنة الله على الكاذبين وهو يكذب، فيلعنه القرآن، ويلعن نفسه في تلاوته، ويمر بالآية فيها ذم الصفة القبيحة وهو موصوف بها، فلا ينتهي عنها، ويمر بالآية فيها حمد الصفة الحسنة فلا يعمل بها ولا يتصف بها، فيكون القرآن حجة عليه لا له، قال -صلى الله عليه وسلم- في الثابت عنه (القرآن حجة لك أو عليك).