للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي هذا دلالة واضحة على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أعلم قبر عثمان -رضي الله عنه- وهذا الفعل من النبي -صلى الله عليه وسلم- يفيد الاستحباب لأنه -صلى الله عليه وسلم- أمر بذلك كما جاء في الحديث أنه أمر رجلاً أن يأتيه بحجر فلم يستطع حمله ثم فعله هو مما يدل على تأكد هذا العمل وقد علل النبي -صلى الله عليه وسلم- عمله هذا بأنه يتعرف فيه على قبر أخيه وذلك ليزوره ويسلم عليه ولأجل أن يدفن إليه من مات بعده من أهله -صلى الله عليه وسلم-.

والطريقة الشرعية لإعلام القبر:

أن يكون بوضع حجر شاخص عند رأس القبر كما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- بقبر عثمان بن مظعون -رضي الله عنه- وهذا هو قول أكثر الفقهاء الذين قالوا بجواز التعليم أو باستحبابه. وذكروا أيضاً أنه يجوز الإعلام بوضع الخشبة والعود ونحو ذلك. ولعل هذا من باب القياس على الحجر الوارد ذكره في الحديث المتقدم.

أما تشييد القبور والبناء عليها وزخرفتها فبدع محدثة.

قال ابن القيم (١) -رحمه الله-: ولم يكن من هديه -صلى الله عليه وسلم- تعلية القبور، ولا بناؤها بآجُرّ، ولا بحجرٍ ولَبِنٍ، ولا تشييدها ولا تطيينها، ولا بناء القباب عليها، فكل هذا بدعة مكرُوهةٌ مُخَالِفَةٌ لهديهِ -صلى الله عليه وسلم-.


(١) زاد المعاد (١/ ٥٢٤ - ٥٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>