للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال بعض الحكماء: عواقب الأمور، تتشابه في الغيوب، فرب محبوب في مكروه، ومكروه في محبوب، وكم مغبوط بنعمة هي داؤه، ومرحوم من داء هو شفاؤه.

وكان يُقال: رُبَّ خير من شر، ونفع من ضر.

وقال وداعة السهمي في كلام له: اصبر على الشر إن قدحك، فربما أجلى عما يفرحك، وتحت الرغوة اللبن الصريح.

وقال شريح القاضي: إني لأصاب بالمصيبة، فأحمد الله عز وجل عليها أربع مرات، أحمده إذ لم تكن أعظم مما هي، وأحمده إذ رزقني الصبر عليها، وأحمده إذ وفقني للاسترجاع، لما أرجو فيه من الثواب، وأحمده إذ لم يجعلها في ديني.

وكان يقال: من ساعة إلى ساعة فرج (١).

وقد أحسن من قال:

الصبر مثل اسمه مرٌ مذاقته … لكن عواقبه أحلى من العسلِ

وقال آخر:

اصبر قليلاً فبعد العسر تيسير … وكل شيء له وقت وتدبير


(١) "الفرج بعد الشدة" للقاضي التنوخي.

<<  <  ج: ص:  >  >>