للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من تراب، مؤمن تقي وفاجر شقي، لينتهين أقوام يفتخرون برجال إنما هم فحم من فحم جهنم، أوليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع النتن بأفواهها) (١).

فإذا كانت هذه توجيهاته -صلى الله عليه وسلم- لأمته فكيف يعقل أن يخالفهم إلى ما نهى عنه؟!.

قلت: لكن الذي عليه أهل السنة والجماعة أن جنس العرب أفضل من جنس العجم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية (٢): فإن الذي عليه أهل السنة والجماعة اعتقاد أن جنس العرب أفضل من جنس العجم عبرانيهم وسريانيهم وروميهم وفرسيهم وغيرهم، وأن قريشاً أفضل العرب، وأن بني هاشم أفضل قريش، وأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أفضل بني هاشم، فهو أفضل الخلق نفساً وأفضلهم نسباً، وليس فضل العرب ثم قريش ثم بني هاشم بمجرد كون النبي -صلى الله عليه وسلم- منهم، وإن كان هذا من الفضل، بل هم في أنفسهم أفضل، وبذلك يثبت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه أفضل نفساً ونسباً وإلا لزم الدور (٣).


(١) رواه أبو داود والترمذي وحسنه؛ وصححه ابن تيمية في "الاقتضاء" (ص: ٦٩، ٣٥).
(٢) في "اقتضاء الصراط المستقيم" (١/ ٤١٩ - ٤٢٠).
(٣) وانظر كذلك "مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (٧/ ١٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>