للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال آخر:

أيا فارج الهم عن نوح وأسرته … وصاحب الحوت مولى كل مكروبِ

وفالق البحر عن موسى وشيعته … ومذهب الحزن عن ذي البيت يعقوبِ

وجاعل النار لإبراهيم باردة … ورافع السقم عن أوصال أيوبِ

إن الأطباء لا يغنون عن وصب … أنت الطبيب طبيب غير مغلوبِ

وقال آخر:

ثمانية لابد منها على الفتى … ولا بد أن تجري عليه الثمانيه

سرور وهم واجتماع وفرقة … وعسر ويسر ثم سقم وعافيه

فأبشر يا من تعسرت عليه الأمور فإن الأمر بيد الله من قبل ومن بعد، إن هناك فتحاً مبيناً، ونصراً قريباً، وفرجاً بعد شدة، ويسراً بعد عسر، وأن هناك لطفاً خفياً من بين يديك ومن خلفك، وهناك أملاً مُشرقاً، ومُستقبلاً حافلاً، ووعداً صادقاً {وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ} {الرُّوم: ٦}.

أبشر أخي الحبيب: فبعد الجوع شبع، وبعد الظمأ ريٌّ، وبعد السهر نوم هنيئ، وبعد المرض عافية، سوف ينقشع الظلام ويأتي الضياء، ويزول الظلم، ويسود العدل، بشِّر الليل بصبح صادق يطارده على رؤوس الجبال ومسارب الأودية، بشِّر الهموم بفرج مفاجئ وكف حانية، واعلم أن الحبل إذا اشتد سينقطع، واعلم أن بعد الدمعة بسمة، وبعد الخوف أمناً، وبعد الفزع سكينة.

<<  <  ج: ص:  >  >>