للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت: الحديث ضعيف كما تبين لك، لكن سمى بعض العلماء الموت

القيامة الصغرى، فكل من مات فقد قامت قيامته، وحان حينه، ففي صحيح البخاري ومسلم عن عائشة قالت: (كان رجال من الأعراب جفاة يأتون النبي -صلى الله عليه وسلم- فيسألونه متى الساعة، فكان ينظر إلى أصغرهم فيقول: إن يعش هذا، لا يدركه الهرم حتى تقوم عليكم ساعتكم).

قال ابن كثير -رحمه الله- (١): والمراد انخرام قرنهم، ودخولهم في عالم الآخرة، فإن من مات فقد دخل في حكم الآخرة، وبعض الناس يقول: من مات فقد قامت قيامته، وهذا الكلام بهذا المعنى صحيح، وقد يقول هذا بعض الملاحدة، ويشيرون به إلى شيء آخر من الباطل، فأمّا الساعة العظمى، وهي وقت اجتماع الأولين والآخرين في صعيد واحد، فهذا ما استأثر الله بعلم وقته. اهـ.

وعن المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- قال: يقولون: القيامة وإنما قيامة الرجل موته، وكذلك قال علقمة وسعيد بن جبير عن ميت أما هذا فقد قامت قيامته، أي صار الى الجنة أو النار (٢).


(١) "النهاية في الفتن والملاحم" (١/ ١٣).
(٢) "كشف الخفاء" تحت حديث (٢٦١٨)، والنبوات لشيخ الإسلام ابن تيمية.

<<  <  ج: ص:  >  >>