للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

التعليق:

قلت: نعم المؤمن كيس فطن، هذا صحيح وإن لم يصح الحديث فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين) متفق عليه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-.

قال المناوي -رحمه الله- (١) تعليقاً على حديث (لا يلدغُ المؤمن … ): برفع الغين (نفي) معناه المؤمن المتيقظ الحازم لا يؤتى من قبل الغفلة فيخدع مرة بعد أخرى.

وبكسرها (نهي) أي ليكن فطناً كيساً لئلا يقع في مكروه بعد وقوعه فيه مرة قبلها.

وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: (لست خباً ولا الخب يخدعني) أي: لست ماكراً ومخادعاً، ولا الماكر والمخادع يخدعني. اهـ.

لكن قد يقول قائل: جاء في الحديث الصحيح أن من صفات (المؤمن أنه غركريم، والفاجر خبٌ لئيم) كما قال -صلى الله عليه وسلم- (٢).


(١) "فيض القدير" (٦/ ٥٨٨).
تنبيه: استشهد المناوي وغيره من العلماء بقصة أبي عزة الجمحي الشاعر عند شرح حديث (لا يلدغ المؤمن من جحر … ) وأنه طلب من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يعفو عنه للمرة الثانية، فلم يعف عنه -صلى الله عليه وسلم- بل أمر بقتله والقصة مشهورة في كتب السير. وقد ضعَّف هذه القصة الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (٥/ ٢٧٠) رقم (٢٢٤١) والعلامة الألباني في "إرواء الغليل" (٥/ ٤١) رقم (١٢١٥).
(٢) رواه أبو داود والترمذي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- وحسنه العلامة الألباني في"صحيح الجامع" (٦٦٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>