للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فدخلها فوجد فيها قريباً مما ذكرناه من صفات المدينة الذهبية التي تقدم ذكرها، وأنه رجع فأخبر الناس فذهبوا معه إلى المكان الذي قال فلم يروا شيئاً. وقد ذكر ابن أبي حاتم: قصة إرم ذات العماد هاهنا مطولة جداً. فهذه الحكاية ليس يصح إسنادها، ولو صح إلى ذلك الأعرابي فقد يكون اختلق ذلك، أو أنه أصابه نوع من الهوس والخبال، فاعتقد أن ذلك له حقيقة في الخارج وليس كذلك، وهذا مما يقطع بعدم صحته. وقال في "البداية والنهاية" (١/ ١١٣): ومن زعم أن إرم مدينة تدور في الأرض، فتارة في الشام، وتارة في اليمن، وتارة في الحجاز، وتارة في غيرها فقد أبعد النجعة، وقال ما لا دليل عليه ولا برهان يعول عليه ولا مستند يركن إليه.

(٢) قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في "فتح الباري" (٨/ ٥٧٢): بعد ذكر القصة فيها ألفاظ منكرة، وراويها عبد الله بن قلابة لا يعرف وفي إسناده عبد الله بن لهيعة.

(٣) قال ابن خلدون -رحمه الله- في "المقدمة" (١/ ٢٦): وهذه المدينة لم يسمع لها خبر من يومئذ في شيء من بقاع الأرض، ولم ينقل عن هذه المدينة خبر، ولا ذكرها أحد من الإخباريين، ولا من الأمم، ولو قالوا أنها درست فيما درس من الآثار لكان أشبه، إلا أن ظاهركلامهم أنها موجودة، وقد ينتهي الهذيان ببعضهم إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>