للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(١) أن كل من كتب عن الخنساء، وقتل أولادها الأربعة يستند إلى وصيتها لهم، بينما تلك الوصية لمرأة نخعية، وليست للخنساء السلمية. ومما يؤكد هذا ما ذكره إمام المفسرين ابن جرير الطبري عندما قال في "تاريخه": كانت امرأة من النخع لها بنون أربعة شهدوا القادسية، … لى أن قالت في وصيتها: والله إنكم لبنو رجل واحد. اهـ. والشاهد قولها: إنكم لبنو رجل واحد، والمعروف أن للخنساء ثلاثة أبناء ذكور وبنتاً واحدة من زوجها مرداس، وابناً واحداً من زوجها رواحة، واسم هذا الابن عبد الله، وكنيته أبو شجرة، وهو مشهور عند أهل التاريخ، وقد ذكروا أن عمر -رضي الله عنه- نَهَرَه لشعر قاله فهرب منه، ولم يقربه حتى مات عمر -رضي الله عنه- سنة (٢٣ هـ)، بينما القادسية كانت في سنة (١٤ هـ).

(٢) ومن الأدلة أيضاً: قولها في الوصية: ثم جئتم بأمكم عجوزاً كبيرة، ولم تكن الخنساء في وقت القادسية عجوز كبيرة، ويضاف أيضاً أن ابنها مرداساً شاعر مشهور قبل إسلامه وبعده، وله مواقف معروفة مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ولو شارك في القادسية، أو استشهد لذكره المؤرخون لشهرته، فكيف يتناسون شاعراً مثله وقد ذكروا من هو أقل شعراً منه (١).


(١) "تحت المجهر" (ص: ٦٧ - ٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>