للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تنبيه: سائر تفاصيل رحلة الطائف، أوردها كتَّاب المغازي كابن هشام وغيره بإسناد صحيح لكنه مرسل (١) من طريق محمد بن كعب القرظي وهو المصدر الرئيسي عندهم لمعلومات رحلة الطائف.

ولم ترد رواية صحيحة في رحلة الطائف، سوى أن عائشة رضي الله عنها سألت النبي -صلى الله عليه وسلم-: (هل أتى عليك يوم كان أشد عليك من يوم أحد؟ فقال: لقد لقيت من قومك وكان أشد مالقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم استفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فقال: (إن الله عز وجل قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم. قال: فناداني ملك الجبال وسلم عليَّ، ثم قال: يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال، وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فما شئت إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين؟ فقال: لا. بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً) رواه البخاري ومسلم.

وهذه الرواية تكفي لإثبات الحادث من حيث وقوع الرحلة، ورد أهل الطائف عليه بشدة، وما عرض عليه من عقوبتهم، ورحمته بهم، ورغبته باستبقائهم، وأخيراً ذكرى الرحلة الأليمة في نفسه رغم مرور السنوات.


(١) والمرسل ضعيف عند جمهور المحدثين.

<<  <  ج: ص:  >  >>