للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المنام فقد روى الإمام البخاري في صحيحه بسنده عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال سمعت النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: (من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي).

وروى البخاري بسنده أيضاً عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءً من النبوة).

وروى بسنده عن أبي قتادة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان فمن رأى شيئاً يكرهه فلينفث عن شماله ثلاثاً وليتعوذ من الشيطان فإنها لا تضره وإن الشيطان لا يتراءى بي).

وروى بسنده أيضاً عن أبي قتادة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (من رآني فقد رأى الحق).

وروى بسنده أيضاً عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - سمع النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: (من رآني فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتكونني).

وقد دلت هذه الأحاديث على جواز رؤية النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في المنام وهذا أمر مشهور ومعروف عن أهل العلم.

وأما إذا رأى شخص النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في المنام فأمره بشيء أو نهاه عن شيء فهل يعتبر ذلك تبليغاً من النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يجب العمل بمقتضاه، أم لا؟

فالصحيح من أقوال أهل العلم في هذه المسألة أن رؤية النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في المنام وأمره بشيء أو نهيه عن شيء أو كلامه في أمر شرعي لا يثبت بذلك كله حكم شرعي ولا يكون ذلك حجة ولا دليلاً إلا أن يكون ما ورد في رؤية النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أمر ثابت في الشريعة الإسلامية فالحجة لما هو ثابت في الشريعة ولا حجة لما ورد في الرؤيا بل الأصل هو ما ورد في الشريعة، قال الإمام الشاطبي: [ربما قال بعضهم: رأيت النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في النوم فقال لي كذا وأمرني بكذا فيعمل بها ويترك بها معرضاً عن الحدود الموضوعة في الشريعة وهو خطأ لأن الرؤيا من غير الأنبياء لا يحكم بها شرعاً على حال

<<  <  ج: ص:  >  >>