تقول السائلة: هل يجوز للمرأة الحائض دخول المسجد لحضور دروس العلم؟
الجواب: إن دخول الحائض للمسجد ممنوع عند أكثر الفقهاء وعمدتهم في المنع ما روي في الحديث عن عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:(لا أحل المسجد لحائض ولا لجنب) رواه أبو داود وابن ماجة. وفي سنده كلام كثير لأهل الحديث وسيأتي بعضه.
وبعض أهل العلم احتج على منع الحائض من دخول المسجد بقوله تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَءَامَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ) سورة النساء الآية ٤٣.
ومع أن هذه الآية لم تذكر الحائض إلا أنهم ألحقوها بالجنب.
وقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى جواز دخول الحائض للمسجد وبهذا قال الإمام أحمد في رواية عنه وهو قول المزني صاحب الإمام الشافعي وبه قال الإمام داود وابن حزم الظاهريان.
وقال الإمام أحمد في رواية أخرى إن للحائض دخول المسجد إن توضأت وأمنت تلويث المسجد. انظر الإنصاف ١/ ٣٤٧.
واختار هذا القول العلامة المحدّث الشيخ ناصر الدين الألباني كما في تمام المنة
ص ١١٩.
وهذا القول هو الذي أطمئن إليه فيجوز للمرأة الحائض دخول المسجد لحضور دروس العلم.
ويدل لهذا القول ما يلي:
١. البراءة الأصلية لأن الأصل عدم التحريم ولم يقم دليل صحيح صريح على تحريم دخول الحائض للمسجد.
قال الإمام النووي: [وأحسن ما يوجه به هذا المذهب أن الأصل عدم