للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يجوز طلب الاستغفار من سيدنا رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -

يقول السائل: ما حكم أن يقول المسلم: يا رسول الله استغفر لي أو يا رسول الله ادع لي سواء أكان ذلك عند قبر النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أو في أي مكان آخر؟

الجواب: لا يجوز لأحد أن يقول: [يا رسول الله استغفر لي أو يا رسول الله ادع لي] سواء أكان ذلك عند قبر النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أو في أي مكان آخر ويعتبر هذا القول وسيلة من وسائل الشرك والعياذ بالله حيث إن سيدنا رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قد انتقل من هذه الدنيا إلى دار الآخرة فهو - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في حياة برزخية لا يعلم حقيقتها إلا الله عز وجل وقد قال سبحانه وتعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} سورة الزمر الآية ٣٠. والرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لا عمل له حيث انقطع عمله بوفاته - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

وأما قول الله عز وجل: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} سورة النساء الآية ٦٤. فالمراد بها المجيء إلى سيدنا رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حال حياته وليس بعد وفاته ويدل على ذلك قوله تعالى: {إِذْ} ومن المعلوم أن الأصل في لفظة (إذ) في لغة العرب أنها تستعمل لما مضى من الزمان ولا تستعمل للزمان المستقبل.

قال الجوهري: [إذ كلمة تدل على ما مضى من الزمان ... ] الصحاح ٢/ ٥٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>