وذكر الحافظ ابن حجر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان تارة يصلي ركعتين، وتارة يصلي أربعاً، وعلى هذا حمل اختلاف الروايات، انظر فتح الباري ٣/ ٣٠١.
ويستحب أن تكون الركعات الأربع بتسليمة واحدة، لما ورد في الحديث عن أبي أيوب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:(أربع ركعات قبل الظهر ليس فيهن تسليم تفتح لهن أبواب السماء) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة، وقال الشيخ الألباني: حسن.
[التسبيح باليدين بعد الصلاة المفروضة]
يقول السائل: هل يسبح المصلي بعد كل صلاة بيمينه أم بكلتا يديه؟
الجواب: التسبيح بعد الصلاة من السنن الثابتة عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - وردت فيه أحاديث كثيرة منها:
عن كعب بن عجرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (معقبات لا يخيب قائلهن أو فاعلهن دبر كل صلاة مكتوبة، ثلاثاً وثلاثين تسبيحة وثلاثاً وثلاثين تحميدة وأربعاً وثلاثين تكبيرة) رواه مسلم.
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من سبح لله في دبر كل صلاة، ثلاثاً وثلاثين وحمد الله ثلاثاً وثلاثين وكبر ثلاثاً وثلاثين تكبيرة، وقال تمام المئة، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، غفرت له خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر) رواه مسلم، وغير ذلك من الأحاديث.
والسنة في التسبيح أن يكون باليدين، لما ورد في ذلك عن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنه - قال:(رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعقد التسبيح بيده) رواه الترمذي والحاكم والبيهقي، وهو حديث صحيح.
وجاء في رواية أخرى عند أبي داود (رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم - يعقد التسبيح بيمينه) وقال الشيخ الألباني: صحيح، انظر صحيح سنن أبي داود ١/ ٥٨٠.