يقول السائل: هل يجوز للزوجة أن تودع زوجها الميت بأن تقبله بعد غسله وتكفينه؟
الجواب: يجوز للمرأة أن تودع زوجها الميت بتقبيله بعد غسله وتكفينه وكذلك يجوز للزوج أن يودع زوجته الميتة ولا يصح كلام العامة أن ذلك ناقض لوضوء الميت فقد ورد في الحديث عن عائشة رضي الله عنها قالت: (لو كنت استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسل النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غير نسائه) رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة وغيرهم وحسنه الألباني في إرواء الغليل ٣/ ١٦٢.
وجاء في حديث آخر عن عائشة رضي الله عنها قالت:(رجع إليَّ رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -من جنازة بالبقيع وأنا أجد صداعاً في رأسي وأقول: وارأساه فقال: بل أنا وارأساه ما ضرك لو مت قبلي وكفنتك ثم صليت عليك ودفنتك) رواه أحمد وابن ماجة وغيرهما وفيه كلام لأهل الحديث وصححه الألباني في إرواء الغليل ٣/ ١٦٠. وجاء في الحديث عن أسماء بنت عميس قالت: غسلَّت أنا وعليٌ فاطمةَ بنتَ رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. رواه الحاكم والبيهقي وحسنه الحافظ ابن حجر وحسنه الألباني أيضاً في إرواء الغليل ٣/ ١٦٢.
وقد قال بمقتضى هذه الأحاديث جماهير أهل العلم قال الإمام النووي:[نقل ابن المنذر في كتابيه الإجماع والإشراف والعبدري وآخرون إجماع المسلمين أن للمرأة غسل زوجها وقد قدمنا رواية عن أحمد بمنعه وأما غسله زوجته فجائز عندنا وعند جمهور العلماء حكاه ابن المنذر عن علقمة وجابر بن زيد وعبد الرحمن بن الأسود وسليمان ابن يسار وأبي سلمة بن عبد الرحمن وقتادة وحماد بن أبي سليمان ومالك والأوزاعي وأحمد وإسحق وهو مذهب عطاء وداود وابن المنذر] المجموع ٥/ ١٤٩ - ١٥٠.
وكذلك فقد وردت أحاديث ثابتة عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في تقبيل الميت منها حديث عائشة وابن عباس (أن أبا بكر - رضي الله عنه - قبَّل النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعد