وقال الإمام أحمد أيضاً:[ومن السنة ذكر محاسن أصحاب رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كلهم أجمعين والكف عن الذي شجر بينهم فمن سب أصحاب رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أو واحداً فهو مبتدع رافضي حبهم سنة والدعاء لهم قربة والاقتداء بهم وسيلة والأخذ بآرائهم فضيلة] السنة للإمام أحمد.
وقال الإمام البربهاوي:[إذا رأيت الرجل يطعن على أحد من أصحاب رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فاعلم أنه صاحب قول سوء وهوى] شرح السنة ص١٢٣ ......
وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فيمن يلعن معاوية فماذا يجب عليه؟ فأجاب: الحمد لله من لعن أحداً من أصحاب النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص ونحوهما من هو أفضل من هؤلاء كأبي موسى الأشعري وأبي هريرة ونحوهما أو من هو أفضل من هؤلاء كطلحة والزبير وعثمان وعلي بن أبي طالب أو أبي بكر الصديق وعمر أو عائشة أم المؤمنين غير هؤلاء من أصحاب النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فإنه مستحق للعقوبة البليغة باتفاق أئمة الدين وتنازع العلماء هل يعاقب بالقتل أو ما دون القتل كما قد بسطنا ذلك في غير هذا الموضع وقد ثبت في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال:(لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أُحدٍ ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه) واللعنة أعظم من السب وقد ثبت في الصحيح عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال:(لعن المؤمن كقتله) فقد جعل النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لعن المؤمن كقتله وأصحاب رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خيار المؤمنين كما ثبت عنه أنه قال
(خير القرون القرن الذي بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) وكل من رأى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مؤمناً به فله من الصحبة بقدر ذلك. الخ] الفتاوى الكبرى ٤/ ٢٥٥ - ٢٥٦.
وسئل الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله أيما أفضل معاوية أو عمر بن عبد العزيز؟ فقال: لغبار لحق بأنف جواد معاوية بين يدي رسول الله خيرٌ من عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه وأماتنا على محبته. شذرات الذهب ١/ ٦٥.